الرياضة اليومية.. وفوائدها السبع
ممارستها لفترة ثلاثين دقيقة رحلة لصحة الجسم والنفس
الرياض: «الشرق الأوسط»
قالت العرب في أمثالها إن للسفر فوائد سبع، ثم عددوها. والأطباء من مايو كلينك يقولون لنا أيضاً إن لممارسة الرياضة اليومية فوائد سبعاً للجسم وللنفس، وكذلك عددوها. وفي زحمة من حياة العمل وهمومه والمشاغل اليومية ومتطلباتها للعناية بالأسرة وأفرادها، والشؤون المادية وحساباتها، والواجبات الاجتماعية وأنشطتها، فإن الرجل يحتاج إلى عون مصادر شتى لمساعدته على الوفاء بالالتزامات وأداء الحقوق، وأحد أهم مصادر ذلك العون هو جسم سليم ونفس مرتاحة... ودقائق لا تتجاوز الثلاثين كل يوم توفر للرجل جزءاً كبيراً من ذلك كله.
إدخال الممارسة للرياضة بشكل يومي أمر ممكن، والقيام بها ضمن أطر اجتماعية، في النوادي والمراكز الرياضية، تفتح أبواباً من العلاقات مع الزملاء والأصدقاء، وحتى مع منْ نتعامل معهم في الحياة اليومية والحياة الوظيفية والحياة الاجتماعية. ما يُسهل ثُقل البدء بها والاستمرار فيها. والفائدة منها متحققة للجسم ومدى الثقة بالنفس، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو مكان الإقامة أو حتى مقدار القدرات البدنية للإنسان نفسه.
* سبع فوائد
* ممارسة الرياضة إكسير الحياة، ليس هذا كلاماً عاطفياً، بل الدراسات المقارنة لاحظت أن من يحرقوا حوالي 2000 كالورى (سعر حراري) بممارسة الرياضة أسبوعياً يعيشوا أطول بسنوات ممن يحرقون فقط 500 كالورى أسبوعياً.
إن مقولة كبار السن من مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الأخرى، حول طول الحياة والتنعم بالعيش فيها، تذكر دوماً عبارات مثل الحركة والنشاط وعدم الكسل والخمول وغيرها، فهل نستفيد من تلك الفوائد السبع لرحلة الصحة والعافية التي تشمل: ـ إعطاء قوة للقلب والأوعية الدموية والرئة.
في كل نبضة يخفق القلب، فإن قوة ضاغطة يبذلها قلب أي منا لدفع ما يتجمع فيه من دم، عبر الشرايين الموصلة لكميات الدم النقي والصحي، كي ينشره في أعضاء الجسم المحتاج إليه. وما قد لا يعلمه الكثيرون هو أن القلب يضخ الدم إلى الشرايين، والشرايين من خلال مرونتها ومحافظتها على مستويات طبيعية من ضغط الدم تقوم بدورها بالضخ المتواصل للدم كي يصل بقوة مقبولة وغير متلفة للأعضاء ذات الأنسجة الرقيقة والناعمة كالدماغ والكلى والكبد. من هنا فإن المحافظة على شرايين مرنة ومتمرنة بشكل جيد هو أمر حيوي في سلامة الأعضاء وترويتها بصفة لطيفة وكافية.
الرياضة تحقق للإنسان نظافة للشرايين من ترسبات الدهون والكوليسترول، ما يُحافظ على مرونتها ويمنع التصلب في جدرانها. لأن التمارين الرياضية تُقلل من نسبة الكوليسترول الخفيف الضار ونسبة الدهون الثلاثية الضارة وترفع من نسبة الكوليسترول الثقيل الحميد. كما أنها تحقق منع نشوء الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وخفض مقدار الضغط في الشرايين إن كانت قد أُصيبت به.
إضافة إلى هذا، فإن تمرين الرئة على التنفس بعمق وسرعة أكبر أثناء أداء التمارين الرياضية هو في الواقع تدريب لرفع لياقتها الوظيفية ما يجعل بالتالي من القلب والرئة والشرايين أعضاء لا تخذل الرجل عند ممارسته لمجهود بدني أثناء حياته العملية في الوظيفة، وأيضاً في حياته الاجتماعية كممارسة العملية الجنسية بكفاءة لوقت كافٍ يُحقق المتعة له ولشريكته، ويترك بالطبع ذلك الذكر الطيب عن فحولته.
* إضفاء قوة للعضلات والعظم
* تلك نصيحة قديمة التي يذكرها الناس، أن ببذل المجهود البدني وتحريك العضلات فإنها تقوى وتنمو وتصبح أكبر. والرياضة اليومية تحقق بممارستها بشكل متكرر ويومي تنمية وإعطاء قوة بصفة ثابتة ومتراكمة لا محالة. وعلى وجه الخصوص ممارسة أنواع من التمارين لبناء العضلات المعروفة.
والإشكالية مع العظم أن تغذيته بالدم لاكتسابه صحة وقوة يتم بوتيرة متوسطة، لكن مع القيام بالتمارين الرياضية وتدفق الدم إلى العضلات فإن الخير ذلك يطال حتى داخل العظم. والواقع أن الرياضة هي إحدى حلول معالجة هشاشة العظم وتخلخل تراكيبه نتيجة الكسل وقلة الحركة. ما يُكسب الإنسان قدرات أكبر على حفظ التوازن أثناء المشي أو القيام بالحركات المختلفة، وكذلك تلك المرونة في المفاصل ومدى تحريكها في اتجاهات مختلفة.
* الرشاقة ودرء المرض ـ اكتساب قوام رشيق لافت للنظر مشكلة البطن وتضخمها أمام الرجل مزعجة أثناء محاولته القيام براحة وسهولة للحركة والتنقل والجلوس وحتى أثناء ممارسة العملية الجنسية والاستمتاع بها. ماذا غير الرياضة يُسهم في اكتساب قوام رشيق إضافة إلى العناية بالتغذية، لا شيء. فالرياضة والتغذية الصحية هما ما يُحققان للرجل ذلك. وبالتالي يجعلانه ذا قوام متناسق ويُعطيانه منظر الرجل الجذاب.
الرياضة تحرق الدهون وتحرق التراكمات في مناطق من الجسم دون أخرى، وتشد العضلات وتبنيها بصورة متناسقة وجميلة. كما أن الدخول في برامج للتدريبات الرياضية وإحساس المرء منا بمدى استفادته منها يجعل من الصعب تخريب تلك النتائج من خلال الإقبال على تناول الأطعمة دون توازن أو العودة إلى حياة الكسل والدعة.
الجاذبية الطبيعية من خلال مؤهلات طبيعية هو شعور رائع يُحس به الرجل، وليس عبر أي مميزات مكتسبة غير طبيعية. وهو ما يُعطي شعوراً بالثقة والرضا عن الذات فوق تحقيق النجاح في جمع الأموال أو المناصب الرفيعة.
ـ منع الإصابة بمرض السكري وعلاجه إن كان.
إن مما تتفق عليه المصادر الطبية، مدعومة بدراسات واسعة في مجتمعات مختلفة، هو أن الممارسة للرياضة البدنية والالتزام بها كنمط حياة يُعتبر أحد أفضل الوسائل في التقليل من عرضة الإصابة بمرض السكري. وما أدراك ما تداعيات مرض السكري على القلب والدماغ والكلى والأعصاب والقدرات الجنسية لدى الرجل.
والرياضة اليومية تحرك أنظمة شتى في أعضاء الجسم المترابطة في العمل الوظيفي. وتُفعل مقدار ما يقوم به هورمون الأنسولين في تنظيم حرق الطاقة واستخدام أعضاء الجسم لمصادرها من السكريات على وجه الخصوص. كما ويُنظم الانفلات في تعامل الجسم مع الدهون والكوليسترول ويمنع عشوائية ترسبه أينما شاء في الشرايين أو الأنسجة الشحمية. ويضبط نمو الشرايين وتغذية شبكية العين، ويُسهل المحافظة على سلامة الأعصاب وسلامة أيضاً وحدات التصفية والتنقية في الكلى. الرياضة فوق هذا وذاك ترفع من مستوى الذوق الرفيع لخلايا الجسم وتُعلمها الأتكيت (أصول السلوك) كما يُقال، لأنه يُعود الخلايا أن لا تتطلب كميات عالية من الأنسولين كي تفتح أبوابها لدخول السكر اليها، وأن تقوم بواجباتها عند التنبيه بأصوات ومثيرات منخفضة القوة، أي أن تكون لبقة ومؤدبة كما يُقال في الأمثال إن اللبيب بالإشارة يفهمُ.
وبالتالي لا تحصل حالة الإجهاد في البنكرياس نتيجة الإنتاج المتواصل لكميات عالية من الأنسولين، وبالتالي ظهور حالة مرض السكري.
* تخفيف التوتر والسرطان ـ تخفيف الاكتئاب والألم والتوتر ثمة نظام تسير عليه خلايا الدماغ في تنظيم شؤون بيتها الداخلي وفي تعاملها مع المؤثرات الخارجية وفي قيامها بوظائفها في تنظيم حركة الجسم وإحساسه، ألا وهو الموصلات الكيميائية العصبية. وهي مواد من خلالها يتم توصيل رسائل المعلومات بين الخلايا العصبية نفسها وبينها وبين خلايا الأعضاء المسيطرة عليها.
تنشيط هذا النظام في الموصلات العصبية من نوع سيروتنين ونورإبنفرين، عبر ممارسة الرياضة، يُخفف من الشعور بالاكتئاب. والحقيقة أن مستويات الموصلات هذه وغيرها تتحكم في نوعية تفاعلنا النفسي مع المؤثرات والأحداث في حياتنا اليومية.
كما أن ممارسة الرياضة عبارة عن جرعة يومية من مواد إيفيدرين، الباعثة على الشعور بالمتعة واللذة. وهي نفس المواد التي تعلو نسبتها بعد إتمام العملية الجنسية أو تناول الشكولاته أو تناول الفلفل الحار، ما يبرر شغفنا بالبعض منها أو كلها. ولذا لاحظت كثير من الدراسات أن مما يخفف التوتر والاكتئاب وحتى الشعور بالألم هو ممارسة نصف ساعة من الرياضة البدنية.
ـ تقليل خطر الإصابة بالسرطان ثمة دراسات كثيرة وواسعة لا يُمكن تجاهلها البتة تقول لنا إن من يُمارسون الرياضة البدنية عرضة بشكل أقل للإصابة بأنواع شتى من السرطان مقارنة بمن لا يُمارسونها. وتتحدث تحديداً عن البروستاتا والثدي والقولون والرحم.
والآليات التي حاول الباحثون تبرير تلك الفوائد بها شملت ضبط نسب هورمونات عدة وتخليص الجسم من عدة مواد كيميائية تتسبب في السرطان، إضافة إلى تنشيط الدورة الدموية في تلك الأعضاء.
وهو جانب لا يزال الباحثون يُحاولون جلاء حقائقه حتى اليوم.
* الراحة في النوم نتيجة لأسباب عدة، عضوية ونفسية، فإن مما هو ملاحظ أن ممارسة الرياضة اليومية أثناء النهار تُسهل على الإنسان الدخول في النوم والخلود إليه والاستغراق العميق خلاله، حتى والاستيقاظ بشعور عارم بالاكتفاء من النوم والراحة أثناءه.